كشفت أبحاث علم نفس الطفولة أن رسوم الأطفال تحلل شخصياتهم ، وتكشف عن المتاعب النفسية التى قد يعانون منها أو تثبت مدى الإستقرار والسعادة التي يتمتعون بها ، وتساعد هذه الرسوم في الوصول إلى العلاج بشكل سريع لمشاكل الأطفال وتحليليها ،إن للأسرة دور كبير وفعال في فهم الرموز أو الأشكال التى يرسمها أطفالهم.
ويقول استشاري الإرشاد النفسي (تامر جمال ) في هذا الإطار :إن رسوم الطفل لها دلالتها ومعانيها التى لابد من الإهتمام بها ، وكل أم يمكن أن تصنع من خلالها جسرا يسمح لها بالإقتراب من طفلها وتساعده على بناء صحتة النفسية .(1)
أهم العوامل المؤثرة في رسوم الأطفال :
الطفل كائن حي يستجيب للبيئة بحواسه كلها ولا يسهل فصل الناحية العقلية عن الجسمية، فعندما يخطط الطفل فإنة يعكس كيانة الكلي ، ويعبر عن موضوعات متصلة بالبيئة التى يعيش فيها ، فقد أظهرت الدراسات أن هناك صلة بين الأطفال والأشياء المحيطة بهم ، ورسوم الأطفال تعرفنا بتلك الصلات العاطفية فيما كانت صلات حب أو صلات كره أو صلات كره وحقد (2)
حين لا يستسيغ الطفل التعبير عن أشياء يكرهها ، وتتوزع المؤثرات المستحكمة في رسوم الأطفال في عدد من العوامل :
أولا :متغيرات خاصة بالطفل ذاته : كالحالة الجسمية والإنفعالية والعمر والإستعدادات العقلية والخبرات السابقة
والأسلوب الإدراكيي في تناول المدركات..
ثانيا :متغيرات بيئية ثقافية واجتماعية أسرية:ومنها الثقافة التي يعيش فيها الطفل في إطارها والأساليب الوالدية
في تنشئة الأبناء والوضع الإقتصادي الإجتماعي للأسرة واتجاهات الأسرة نحو النشاط الفني
وفرص التشجيع الممنوحة للطفل..
ثالثا :متغيرات بيئية مدرسية : من بينها مكانة الفن في التعليم، شخصية المعلم وطريقة تدريسه،والمواقف
التعليمية المدرسية(3)
نستنتج مما سلف أن رسوم الأطفال ليست مجرد خطوط عشوائية هدفها الغالب المتعة واللذة، إنما هي
وسيلة الطفل الأمثل ليمرر بعض الرسائل للكبار، بهدف الإفصاح عن مشاعره وانفعالاته وإحباطاته
وألمه وسعادته أيضا، والتجربة أثبتت أن جميع الأطفال اعتمدوا أشكال مسطحة خالية
من الأشكال المجسمة والإنعكاسات مما يعكس قدرتهم المتواضعة على نقل الواقع كما هو عليه(4)
المراجع :
1-هند محمد ، فن تربية الأبناء ، 2012
2- أمينة خربوع ، تحليل رسوم الأطفال ،2020
3-صفوت فرج، الذكاء ورسوم الأطفال، 1995.
4-أمينة خربوع ، نفس المرجع