لا شك أن تحسين الأداء الأكاديمي لطلاب المدارس يستلزم بالضرورةتحسين عمليات الانتباه والتركيز والتروي والنضج الإنفعالي ،والتي تعد من الخصائص الجوهرية للأطفال ذوي النشاط الزائد.
وأحد المداخل الأساسية التى تطور في العمليات لدى الطلاب أن تكون عملية التعلم محفزة وباعثة على السعادة والمتعة ، وبصورة التى تعطيهم احساسا بالتميز والاتقان مما يزيد من سعادتهم وتحفيزهم لمزيد من المشاركة الإجابية.
ولهذا فإن استراتيجيات التعلم النشط تعمل على التركيز على المتعلم، باعتباره محور العملية التربوية، وبالتلى إلغاء الدور
السلبى له من خلال ابتكار بيئات تعليمية تساعد على ارتفاع مستوى مشاركة المتعلمين الى أكثر من مجرد الاستماع وتسهيل البناء النشط للمعرفة، والذي من شأنه أن يحسن قدرة المتعلم على تذكرها، بالاضافة الى تعزيز التذكر فإن التعلم النشط يتطلب من المتعلمين استخدام مهارات التفكير العليا كالتحليل والتركيب والتقويم، ومشاركتهم في أنشطة متنوعة كالقراءة والكتابة والمناقشة، فضلا عن الاهتمام الكبري الذي يوليه لمساعدة المتعلمين في اكتشاف الاتجاهات والقيم .
وقد يتطلب علاج تشتت الانتباه الى وضع خطة علاجية تأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي تؤدي إلى تلك المشكلة ، وتتم المعالجة بطريقة فردية عن طريق الإرشاد الفردي أو من خلال الإرشاد الجمعي عن طريق برامج تعديل السلوك.
يعد الانتباهُ من العوامل الأساسية المؤثِّرة في التعلم، وأداة فعَّالة لتطوير وتنمية التعليم الناجح؛ لهذا ينبغي البحثُ عن آليات أساسية، يمكن من خلالها جذب انتباه الطالب المتعلم؛ وذلك بتجاوز التلقي السلبي بطرق كلاسيكية تعتمد الإلقاء، إلى مراحل أرقى تعتمد التفاعل والحوار والمناقشة، بل استخدام تقنيات تثير الحافزية لديه (أي المتعلمِ)، خاصة وأن الأطفال والتلاميذ يتعلمون فقط ما ينتبهون إليه؛ لذلك من الضروري جدًّا أن يُتقِن المدرِّس مهارات استثارة اهتمام التلاميذ، وجذب انتباههم للمهمَّات التعليمية وموضوعات التعلم الجيد ، إذا ما أراد تغيير سلوكهم في الاتجاهات المرغوب فيها.
استراتيجيات تنبيه الانتباه وتعزيز مهارة التركيز عند طلاب المدارس :
أ- المادية: وذلك بتنويع الدعامات التعليمية سواء اكان من كتاب مدرسي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، وأيضًا تنويع الانظمة التدريسية.
ب- العاطفية – الوجدانية: من خلال التقرب أكثر من المتعلم، من خلال الاعتماد على البيئة المحلية وقضاياها المرتبطة بالفعل التعليمي – التعلُّمي.
ج- التحفيزية: ويكون ذلك إما بمنح جائزة فور الإجابة عن السؤال التقويمي المطروح، أو منح نقطة إضافية؛ مما يجعل المتعلم ملزمًا لتركيز الانتباه أكثر، خاصة في المراحل التعليمية المتقدمة.
د- التوكيدية: من خلال شد الانتباه إلى أهميتها، إما في الحياة اليومية، أو قيمتها العلمية، أو أهميتها في اجتياز الامتحانات الإشهادية.
• تنويع المنبِّهات على مستوى الحركة؛ (إذ إن الأشياء المتحركة تجذبُ انتباه المتعلم مثل توظيف فيديوهات)، وشدة المثير (كالألوان، والأصوات، والأضواء)، وتغيُّر المثير (وهو مبدأ تعزيزي في علم النفس؛ حيث إن المدرس الذي يتكلم بنبرة صوت ثابتة خلال حصة دراسية كاملة يشعر تلاميذه بالملل).
• مستوى الدافعية والرغبة؛ إذ إن توفر الرغبة والدافعية لدى المتعلم تشده شدًّا إلى الانتباه، وتضمن مستويات أعلى من التعلم.
المراجع :
مجلة التربية الخاصة والتأهيل – مجلد 2- العدد6- 2015.
مولاي مصطفي البرجاوى –تغذية الانتباه . إستراتيجية بيداغوجية مهمة للتعلم -2015
نشوة عبد المنعم -أثر استخدام استراتيجيتين للتعلم النشط في خفض أعراض النشاط الزائد وتحسين التحصيل الدراسي 2015