للتواصل مع أستاذة سلمى في منصة إدوفكرة، الرجاء زيارة متجرها الخاص للإطلاع على منتجاتها الخاصة لرياض الأطفال وأطفال التوحد، كذلك يمكن التواصل معها عبر مجموعتها الخاصة لتقديم الإستشارات والإستفسارات الخاصة.
ممكن تعطينا فكرة اليوم عن أهمية الأنشطة والبرامج المرئية لأطفال ذوي التوحد، ودورها في تنمية مهاراتهم وقدراتهم.
أستاذة سلمى:
أهمية الأنشطة والصورالمرئية لأطفال التوحد
التوحد هو اضطراب في النمو العصبي للانسان يؤثر بشكل شديد على تطور وظائف العقل في ثلاث مجالات أساسية : التواصل و اللغة ,المهارات الاجتماعية و اضطرابات سلوكية. و يظهر ذلك عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. و تتمثل أعراض التوحد بما يلي : ضعف في التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال , التأخر في بداية الحديث أو التوقف عن الحديث ، التراجع في الكلام و الحركات النمطية والمكررة (الدوران) , الالتزام الشديد بروتينهم ، والتفاعل الشديد ضد التغييرات, حساسية مفرطة لبعض الأصوات والروائح والنكهات و أن يكون في عالمه الخاص دائما ، لا ينظر إليك عندما تناديه.
*البرامج التربوية لاطفال التوحد
هي مجموعة من البرامج التي تُقدّم من أجل تسهيل عملية التعليم لأطفال التوحد و من أهمها:
1-برنامج تحليل السلوك التطبيقي :
طرق واجراءات مثبتة علمياً، مشتقة من مبادئ السلوك والتعلم، تستخدم في تقويم وتغييرما يصدر من سلوكيات. حيث يتم تقسيم المهارات الصعبة والمعقدة إلى مهارات بسيطة يسهل على الأطفال تعلمها حيث يتم إجراء تحليل بسيط لمهارات الطفل من أجل الوصول إلى تحديد المهارات اللازمة لتحسين أدائه وسلوكه ويلي هذا التحليل التدخل المنظم لتدريب الطفل على الأداء باستقلالية والعنصر البارز في تحليل السلوك التطبيقي هو التقييم الدقيق والمستمر لأداء الطفل من خلال استخدام الرسم البياني و من وسائله:
– التدريب على المحاولات المنفصلة: و هي من أكثر الاستراتيجيات فاعلية في تعليم الأطفال المشخصين بالتوحد وذلك بسبب نجاحها حيث يقوم المدربون وأفراد الأسرة بتطبيق التعليم من خلال المحاولات المنفصلة بشكل فردي (مدرب واحد وطفل واحد) في بيئة خالية من المشتتات. وفيها يقوم المدرب بعرض الهدف التعليمي على الطفل بشكل متكرر عدة مرات, وكل مرة يعرض فيها الهدف التعليمي يطلق عليها \”محاولة\”, حيث يشتمل التدريب على تجزئة المهارة المعقدة إلى مهارات جزئية بسيطة تجعل الطفل يتعلمها بشكل أسرع وأسهل.
-اللعب الحر: يعتبر ركيزة أساسية لتطوير الجوانب الاجتماعية واللغوية والإدراكية بالنسبة للطفل حيث إن الطريقة الطبيعية للتعلم هي التي تتم من خلال اللعب،و يعتبر المحور الأساسي للنمو الطبيعي للأطفال و تتمثل أنواع الألعاب التي من الممكن تصميمها لتتضمن اللعب التحريكي، والوظيفي والرمزي والدرامي والاجتماعي ومن الأمثلة على الألعاب الشائعة والتي تعتبر مثيراً بصرياً للأطفال المصابين بالتوحد: ألعاب الفقاقيع، المطابقة، التصنيف، الكتب التي تحتوي مجسمات بارزة، القطع التركيبية، الكرة، السلم والحية، الكمبيوتر، الشطرنج، الدومينو، لعبة العروسة، أدوات المطبخ … وغيرها
يقوم على تعليم الفرد اختيار صورة لشيء يرغب باقتنائه وتقديمها لـ “لشريك التواصل” والذي بدوره يلبي طلبه. ويستمر هذا النظام في تعليم الفرد التمييز بين الصور وكيفية وضعها في جمله معاً و الإجابة على الأسئلة والتعليق عليها. يُستخدم هذا النظام لغرض تطوير مهارات الكلام لدى بعض المتعلمين , وقد ينتقل بعضهم إلى إستخدام النظام بجهاز صوتي.
3- التدريس المنظم (تيتش)TEACCH:
يقوم هذا البرنامج على نقاط القوّة لدى الطفل التوحدي في الإدراك البصري. و يرتكز ﻋﻠــﻰ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻌﺏ ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﻜﻴﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺕ الحركية ﻭﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ. ﻭﻴﺸﺘﻤل ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻌﻼﺠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻓﺭﺩﻯ.
4– إستخدام الجداول :
و منها جداول للأنشطة التي تستخدم داخل الفصل أو المدرسة أو آماكن العمل الخاص بالطفل أو في المنزل لتساعده على معرفة ما هو مطلوب منه، من خلال تقديمها مرتبه بخطوات حسب المهمة المطلوبة أولا ثم ثانيا وهكذا. فهي تخدم الاطفال بشكل كبير حيث يعاني معظمهم من ضعف في الذاكرة التتابعية، وبالتالي لا يستطيعون القيام بالمهام متسلسلة دون تذكيرهم بذلك.
ويتم تدريب الاطفال على هذه الجداول بشكل متدرج من خلال التأكد من معرفة الطفل لما يلي:
التفريق بين الصورة والخلفية.-
-مطابقة الاشياء المحسوسة المتماثلة.
-مطابقة الصور بما تمثله من محسوس ثم بما تمثله من صور.
-قبول التوجيه اليدوي، ويتم تدريب الطفل على ذلك بالتدريج من خلال معرفة التواصل الجسمي الذي يميل له ثم الانطلاق من ذلك إلى أشكال أخرى من التواصل اليدوي.
إستخدام الطفل لأنشطة ومواد في البيئة لترتيبها أو اللعب بها.-
و تعتبر جداول التواصل من الوسائل المستخدمة لدى الاطفال المصابين بالضعف في التواصل و التشتت و هي من الجداول التي لا غنى عنها مع الطفل التوحدي خاصة غير الناطق، حيث تستخدم كخيار للتعبير عن إحتياجات الطفل، وتكون غالبا معممة داخل المدرسة ويفضل أيضا تعميمها في المنزل لكي لا يحدث إرباك لدى الاطفال, مثل: الجداول الخاصة بالحاجات الأساسية للطفل ويفضل وضعها بشكل مجسم أو صور أو كلمات حسب قدرات الاطفال.وتوزع في المدرسة أو البيت حسب المكان المناسب، فعلى أبواب دورات المياه مثلا يوضع ورق رول تواليت حقيقي أو صورة وكلمه حسب قدرات الاطفال، وعلى أبواب الأخصائيين ومعلم الفنية توضع رموز معممة في كل الفصول وهكذا..
كذلك فإن الجداول خاصة بالمشاعر والأحاسيس تساعد الطفل في التواصل والتعبير عما يدور في نفسه حين يكون فرحا أو متعبا أو غاضبا.. كذلك يوجد بطاقات للتواصل في الطابور الصباحي والملعب و داخل الأركان مع المعلمة تحدد للطفل ما هو مطلوب منه وبطاقات انتقال تحمل صورة أو اسم الطفل تساعد في العودة للجدول سواء كان داخل الصف أو خارجه.
. ولا نغفل التواصل اللغوي للأطفال الناطقين حيث يدربون من خلال جلسات منظمه على استخدام اللغة بشكل فعال، ويتم تعميم ذلك في الأنشطة الجماعية وفي التدريب الفردي مع المعلمات أو الأخصائيات.
في الختام ، إن إستخدام إستراتيجيات التدريس المناسبة لأطفال التوحد يتيح للمعلم إكتشاف قدراتهم، والعمل على تنميتها وإكسابهم المهارات الأساسية. كما أن إستخدام الأساليب المناسبة يخلق مناخ يؤدي لزيادة دافعية المتعلم نحو المواد، وتنمية حصيلتهم اللغوية، وزيادة معلوماتهم وخبراتهم الاجتماعية التي تمكنهم من التواصل مع البيئة التي يعيشون فيها مما يسهم في جعل الفصل الدراسي مكاناً تتم فيه العملية التربوية بيسر وبمشاركة فعالة من جميع الطلاب.
المراجع :